الخلوة الذكر وادابه

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد المرسلين سيدنا وعلي آله أجمعين أما بعد : فهذا مقال عن الذكر وآدابه فذكر الله عزوجل من أفضل ما يتقرب العبد به الي ربه وقد حث القرآن الكريم علي فضله في آيات كثيرة منها: فقد قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَة وَأَصِيلًا(42)الأحزاب   وقال تعالي ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) سورة البقرة وقال تعالي (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) سورة الأحزاب وكذلك السنه النبويه وضحت فضل الذكر بل جعله خير الاعمال الي الله عزوجل فقال: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله: ” أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ “، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ” ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى ” (رواه أحمد والترمذي وغيرهم) وقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) الترمذي والذكر له آداب ينبغى للذاكر أن يتحلى بها منها ما قاله مولانا ( حبيب الكل ) :
  1.  أن يكون على وضوء عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْحُضَيْنِ أَبِي سَاسَانَ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، أَنَّهُ سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأَ فَرَدَّ عَلَيْهِ وَقَال: ” إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ إِلَّا عَلَى طَهَارَةٍ “. قَالَ: فَكَانَ الْحَسَنُ مِنْ أَجْلِ هَذَا الْحَدِيثِ يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ أَوْ يَذْكُرَ اللَّهَ عزوجل حَتَّى يَتَطَهَّرَ
  2.  أن يتفرغ للذكر قال تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) المزمل وتبتل اليه تبتيلا أى انقطع اليه انقطاعا ومريم البتول أي المنقطعة إلى الله
  3.  أن يتوجه إلى القبلة وأن يثبت نظره فى مكان كمحل السجود مثلا ولا يلتفت لأن هذا أقرب للخشوع
  4.  أن يجلس جلسة المؤدب لأنه جالس مع الملك جل جلاله: ” أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي “، الدَّيْلَمِيُّ وعند البيهقي في الذكر من شعب الإيمان من جهة الحسين بن حفص عن سفيان عن عطاء بن أبي مروان حدثني أبي بن كعب قال: قال موسى عليه السلام: يا رب أقريب أنت فأناجيك، أو بعيد فأناديك، فقال له: يا موسى؟ أنا جليس من ذكرني،
  5.  أن يوضأ لسانه ووضوء اللسان يكون بالإستغفار عشر مرات والصلاة على الحبيب عشر مرات وهذا علي الأقل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:ف وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله: ” إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً “، قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَيُرْوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله قَالَ: ” إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ “، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله: ” إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ ” رواه الترمذي وابن ماجه
  6.  ثم يختم الذكر بالصلاة على النبى صلى الله عليه وآله هذا عن ذكر اللسان أما ذكر القلب فيصل العبد إليه عن طريق دوام الذكر باللسان مع التركيز والبعد عن الأنام وقلة المنام وأيضا قلة الكلام ساعتها يتحرك القلب يمينا ويسارا وأجمل إحساس أن تشعر أن الذى ذكرك بالذكر عندما نسيت هو الله وأن الذى أ نساك الذكر هو الشيطان قال تعالى: (وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ) 63 الكهف وبذلك تستطيع أن تحسب يومك مع الله أم مع الشيطان إن غلب عليه الذكر كان مع الله وإن غلب عليه النسيان كان مع الشيطان فلا تلومن إلا نفسك
    وصلى الله على معلم الناس الخير صلى الله عليه وآله
    كتبه لكم : السيد شحات الحنفى

Loading

تعليق الموقع

الخلوة الذكر وادابه – صحبة الحب الإلهي