الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه

نسبه : هو أبو الدَّرْدَاءِ، لقبه عويمر واسمه مكبر بن قيس بن زيد بن أمية بن مالك الخزرجي الأنصاري، والدرداء ابنته كنى بها فقامت الكنيه مقام اسمه حتى لا يكاد يعرف إلا بها.

منزلته وفضله :  لأبي الدرداء رضي الله عنه المكانة العالية والمنزلة المرموقة بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد: نعم الفارس عويمر. وقال عنه أيضًا: هو حكيم أمتي.

وقد كان رضي الله عنه أحد أربعة جمعوا القرآن كله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى البخاري بسنده عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: «مَاتَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم وَلَمْ يَجْمَعْ الْقُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ.

من ملامح شخصية أبي الدرداء: الزهد في الدنيا
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ما يسرني أن أقوم على الدرج من باب المسجد فأبيع وأشتري فأصيب كل يوم ثلاثمائة دينار أشهد الصلاة كلها في المسجد، ما أقول: إن الله لم يحل البيع ويحرم الربا، ولكن أحب أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.

علمه :  عن يزيد بن عميرة قال: لما حضرت معاذ بن جبل رضي الله عنه الوفاة، قيل له: يا أبا عبد الرحمن، أوصنا. فقال: “التمسوا العلم عند عويمر (أبي الدرداء)؛ فإنه من الذين أوتوا العلم”. وقد ولي أبو الدرداء رضي الله عنه قضاء دمشق، وكان من العلماء الحلماء.

حاله مع ربه: عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه كان يقوم من جوف الليل، فيقول: “نامَتِ العُيُونُ، وَغارَتِ النُّجُومُ، وأنْتَ حَيٌّ قَيُّوم”. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: “لأَنْ أقول: الله أكبر مائة مرة أحبُّ إليَّ من أن أتصدق بمائة دينار“.


  موقف الوفاة :  عن أم الدرداء –رضي الله عنها- أن أبا الدرداء رضي الله عنه لما احتضر جعل يقول: من يعمل لمثل يومي هذا؟! من يعمل لمثل ساعتي هذه؟! من يعمل لمثل مضجعي هذا؟! ثم يقول  (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ) الأنعام: 110.

مات أبو الدرداء رضي الله عنه سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة بدمشق، وقيل: سنة إحدى وثلاثين.

Loading

تعليق الموقع

الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه – صحبة الحب الإلهي