من كتاب لسان العرفان وبيان الترجمان ” لمولانا حبيب الكل” في نصائح سلوكيه قال ((تجلى الأفعال :يمحو إرادتك ،وتجلى الصفات :يمحو نفسك ،وتجلى الذات يمحو وجودك))
التجلي: هو ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب ، وقيل إشراق أنوار إقبال الحق على قلوب المقبلين عليه فقال مولانا حبيب الكل( إن تجلى الأفعال يمحو إرادتك) والمقصود بتجلي الأفعال ،هو إظهار الأفعال الإلهية بأن يرى العبد أن الفاعل الحقيقي هو الله عزَّ وجلَّ وأن ما به من نعمة أو من غيرها فمن الله فإذا فطن إلى ذلك فقد أشرق نور الله فى قلبه ومحيت إرادته قال تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) وتجلى الصفات : يمحو نفسك ،،وهذا التجلي عبارة عن إظهار أثار الأسماء الإلهية بأن يتجلى على أحد بسمه العليم فيعلمه علما من لدنه .أو أن تتجلى قدرة الله عليه فلا يخاف غيره ولا يرجو سواه قال تعالى((فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا )) وتجلى الذات:يمحو وجودك وهو كشوف القلب في الدنيا أو هو ما يكون مبدؤه الذات من غير اعتبار صفه من الصفات وإن كان لا يحصل ذلك إلا بواسطة الأسماء والصفات, إذ لا ينجلي الحق من حيث ذاته على الموجودات إلا من وراء حجاب من الحجب الأسمائية
وصلى اللهم على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم .
