( الجهاد الأكبر {تزكية النفس} )
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد المرسلين سيدنا وعلي آله أجمعين أما بعد : فهذا مقال عن ((الجهاد الأكبر {تزكية النفس})) من كتاب سدرة المنتهى لمولانا الشريف (حبيب الكل) بختصار الجهاد لغة هو: المشقة يقال: جهدت جهودا، أي: بالغت المشقة. والجهاد في الإسلام نوعان:(جهاد أكبر وجهاد أصغر أو عام وخاص). أما الجهاد الأكبر موضوع تلك الرسالة يبلغ أكثر من ( سبعين نوعاً) منها ما هو عام وما هو خاص بالنفس، والذي يهمنا ذكره هنا هو ما يخص نفس السالك إلى الله، والتي تبحث عن التزكية حيث إن التزكية هي وسيلتها في الوصول إلى رضا وقبول مولاها ومحبوبها الأعظم.وقد ورد الجهاد الأكبر (العام) في آيات وأحاديث نبوية كثيرة منها : – قوله تعالى: [وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى] سورة النازعات الآية 40.. – وقوله تعالى: [وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ] سورة العنكبوت الآية 6.. – وقوله تعالى: ]وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ [. سورة الحج الآية 78. – وقوله تعالى: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا). سورة العنكبوت جزء من الآية 69. وأما في السنة، فقد ورد العديد من الأحاديث التي تحث على جهاد النفس، وتزكيتها منها: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر). أورده النسائي في الكنى مرفوعاً(كما في تخريج الكشاف 2/396 وغيره) ورواه من طريقه ابن عساكر بسند حسن (موقوف) أخبرني صفوان بن عمرو، نا محمد بن زياد أبو مسعود – من أهل بيت المقدس، قال: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة وهو يقول لمن جاء من الغزو:(قد جئتم من الجهاد الأصغر، فما فعلتم في الجهاد الأكبر؟ قالوا: يا أبا إسماعيل ! وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد القلب). وقوله صلى الله عليه وسلم : ( المجاهد من جاهد نفسه لله). الترمذي في سننه وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والنسائي في سننه (بسند حسن) وقوله صلى الله عليه وسلم :(إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ). مسند أحمد والبخاري في الأدب المفرد وقوله صلى الله عليه وسلم: (قدمتم خير مقدم ، وقد قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ، قالوا وما الجهاد الأكبر يا رسول الله ؟ قال : مجاهدة العبد هواه). ابن النجار والديلمى والبيهقي في الزهد وأبو بكر الشافعي في الفوائد والمتقي الهندي في الكنز والخطيب في تاريخه. وهذا النوع من الجهاد الأكبر يبلغ أكثر من سبعين نوعاً، منه العام كما قلنا والذي أعلاه:(الدعوة إلى الله) وهو نشر دعوة لا إله إلا الله . ومنه الخاص(جهاد النفس {تزكيتها})، ويبدأ هذا الجهاد بالتخلي عن الصفات والأخلاق المذمومة، ومن ثم التحلي بالأخلاق المحمودة.
كتبه لكم:السيد شحات الحنفى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد المرسلين سيدنا وعلي آله أجمعين أما بعد : فهذا مقال عن ((الجهاد الأكبر {تزكية النفس})) من كتاب سدرة المنتهى لمولانا الشريف (حبيب الكل) بختصار الجهاد لغة هو: المشقة يقال: جهدت جهودا، أي: بالغت المشقة. والجهاد في الإسلام نوعان:(جهاد أكبر وجهاد أصغر أو عام وخاص). أما الجهاد الأكبر موضوع تلك الرسالة يبلغ أكثر من ( سبعين نوعاً) منها ما هو عام وما هو خاص بالنفس، والذي يهمنا ذكره هنا هو ما يخص نفس السالك إلى الله، والتي تبحث عن التزكية حيث إن التزكية هي وسيلتها في الوصول إلى رضا وقبول مولاها ومحبوبها الأعظم.وقد ورد الجهاد الأكبر (العام) في آيات وأحاديث نبوية كثيرة منها : – قوله تعالى: [وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى] سورة النازعات الآية 40.. – وقوله تعالى: [وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ] سورة العنكبوت الآية 6.. – وقوله تعالى: ]وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ [. سورة الحج الآية 78. – وقوله تعالى: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا). سورة العنكبوت جزء من الآية 69. وأما في السنة، فقد ورد العديد من الأحاديث التي تحث على جهاد النفس، وتزكيتها منها: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر). أورده النسائي في الكنى مرفوعاً(كما في تخريج الكشاف 2/396 وغيره) ورواه من طريقه ابن عساكر بسند حسن (موقوف) أخبرني صفوان بن عمرو، نا محمد بن زياد أبو مسعود – من أهل بيت المقدس، قال: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة وهو يقول لمن جاء من الغزو:(قد جئتم من الجهاد الأصغر، فما فعلتم في الجهاد الأكبر؟ قالوا: يا أبا إسماعيل ! وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد القلب). وقوله صلى الله عليه وسلم : ( المجاهد من جاهد نفسه لله). الترمذي في سننه وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والنسائي في سننه (بسند حسن) وقوله صلى الله عليه وسلم :(إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ). مسند أحمد والبخاري في الأدب المفرد وقوله صلى الله عليه وسلم: (قدمتم خير مقدم ، وقد قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ، قالوا وما الجهاد الأكبر يا رسول الله ؟ قال : مجاهدة العبد هواه). ابن النجار والديلمى والبيهقي في الزهد وأبو بكر الشافعي في الفوائد والمتقي الهندي في الكنز والخطيب في تاريخه. وهذا النوع من الجهاد الأكبر يبلغ أكثر من سبعين نوعاً، منه العام كما قلنا والذي أعلاه:(الدعوة إلى الله) وهو نشر دعوة لا إله إلا الله . ومنه الخاص(جهاد النفس {تزكيتها})، ويبدأ هذا الجهاد بالتخلي عن الصفات والأخلاق المذمومة، ومن ثم التحلي بالأخلاق المحمودة.
كتبه لكم:السيد شحات الحنفى
